زراعة النخيل وإنتاج التمور في السودان
النخيل من أشجار المناطق شبة المدارية حيث تنتشر زراعته في المناطق الصحراوية والقاحلة وفي الأراضي الجافة وشبة الجافة بين خطي عرض 15 - 530 شمال خط الاستواء .
تتركز زراعة النخيل في ثلاث ولايات رئيسية هي الولاية الشمالية ولاية نهر النيل وولاية شمال دار فور ( 81.4 % ) من إجمالي أشجار النخيل في السودان . ويتوزع الباقي في ولايات الخرطوم ، الجزيرة ، كسلا والبحر الاحمر . عند إنشاء بستان نخيل جديد يراعي اتباع الآتي :-
1. الموقع البستاني :-
يفضل اختيار موقع البستان في الأراضي الغربية من مصدر المياه وفي موقع يسهل الوصول الية .
2. التربة الملائمة :-
أحسن تربه ملائمة لزراعة النخيل هي التربة جيدة التهوية والصرف وأن يكون القوام ملائم لنمو الجذور وتحتوي التربة على العناصر الغذائية الضرورية ووجود المادة العضوية والرطوبة المناسبة ونجد أشجار النخيل أكثر تحملاً لملوحة التربة وقد نجح التمر في معظم أراضي التروس العليا بدرجات متفاوتة حسب عمق التربة .
3. العوامل البيئية :-
1) الحرارة :
تعتبر درجة الحرارة من العوامل الهامة والمحددة لنمو النخيل وإنتاج التمور. فالنمو الخضري الذي يستمر على مدار العام يزداد بارتفاع درجات الحرارة ويكون في أحسن حالاته عند 32 – 583م ويتوفر ذلك بين خطي عرض 15 - 535م ولكن الازهار لا يتم إلا في المناطق التي تبلغ فيها درجة حرارة 518م ولا يتم عقد الثمار إلا في درجة حرارة 525م وما فوق . وبالرغم من أن أشجار النخيل تحتاج إلى حرارة شديدة إلا أن أوراقها ذات أنسجه معدة تتحمل أقصي درجات الجفاف الجوي الطبيعي.
2) الرطوبة :-
للرطوبة أثر ايجابي في تشجيع النمو الخضري وبالتالي إنتاج الفسائل غير أن ارتفاع الرطوبة النسبية يعيق عقد الثمار ويؤثر سلباً على جودة وإنتاج نخيل التمر .
3) الضوء :-
الاحتياجات الضوئية لنخيل التمر عاليه نسبياً ولا يتم خروج السعف من قلب النخيل إلا بالإضاءة العالية .
4) الأمطار :-
من أهم ما تتطلبه النخلة لتنتج تمراً جيداً هو أن يكون الجو خلال أيام التلقيح وأيام نضوج التمر خالياً من الأمطار ، والمطر لا يضر النخلة كشجرة وإنما يحدث إضراراُ بالثمار .
5) الرياح :-
للرياح الشديدة السريعة اثار سالبه على نخيل التمر هي التساقط في مرحلتي التمر والرطب ، الغبار الناتج عن التيار يؤدي إلى تدهور الجودة كما أن الرياح الجافة والساخنة في بعض المناطق الصحراوية تؤدي إلى تجعد الثمار . أما الرياح أثناء فترة التلقيح فهي ناقل رئيسي لحبوب اللقاح خاصة في النخيل الذي تعزز تلقيحه لطول الساق أو لقلة الفحول في المنطقة .
4. العمليات الفلاحيه :-
1) تحضير الأرض :
تحضر الأرض بالحرث والترصيف والتسوية وتخطيط مواقع أشجار النخيل على 8×8 أو 10×10 متر بين الحفرة والاخري .
2) الزراعـة :-
أنسب مواعيد لزراعة فسائل النخيل هو شهري 11 ، 12 بالولاية الشمالية ونهر النيل بالإضافة إلى الخريف في يوليو في أواسط السودان .
3) الري : -
رغم أن أشجار النخيل تتحمل الجفاف إلا أنها إذا تعرضت منطقة الجذور للجفاف لمدة طويلة يؤدي إلى تدهور وخصوصاً في بداية غرس الفسائل وأيضاً الإفراط في الري يؤدي إلى نفس النتائج ووجد أن الري كل 7 – 10 أيام للنخلة المثمرة يؤدي إلى تحسن نوعية الثمار وزيادة المحصول وكان ذلك في صنفي مشرق ود لقاي ومشرق خطيب .
4) التسميد :-
لا يوجد برامج تسميد خاص بالنخيل غير أنه يسمد ضمناً للمحصول المزروع تحته وأخيراً هنالك توصية بإعطاء الأشجار المثمرة واحد كيلو جرام يوريا للشجرة حيث تضاف على جرعتين في العام .
5) التقليم ( التكريب ) :-
تجري هذه العملية في السودان لاستعمال السقف في الوقود وليست لحماية الشجرة من الآفات والأمراض ويجب أن تجري هذه العملية مرة واحدة في العام بعد الحصاد وتكون كالآتي :
1. إزالة كل الجريد الجاف والعراجين القديمة .
2. إزالة الشوك من الجريد الأخضر للصفوف التي حول القلب بقدر الامكان بهدف تسهيل الخدمة في رأس النخلة .
3. إزالة كل الكروك أو الكرناف على ساق النخله وتعرف بالتكريب وهي عملية فلاحيه هامة يجب إدخالها في بساتين النخيل وذلك لتقليل حدة انتشار القشرة والحفارات الأرضية وعنكبوت الغبار ومقاومة آفات النخيل .
ينصح بأن لا يقل عدد الجريد الأخضر على النخلة عن 8 جرايد .
6) التلقيح ( القفيز ) :
من العمليات الهامة جداً وأهملت كثيراً في السودان ولا توجد أفحل محدده لكل صنف تلقح منه وأيضاً لا يهتم المزارع بتكرار عملية التلقيح .
يتوقف إنتاج محصول جيد واقتصادي على اجراء عملية التلقيح في الميعاد المناسب وبالطريقة السليمة .
7) خف الثمار :-
يعتبر من العمليات الهامة حيث يؤدي إلى زيادة حجم الثمار وتحسين نوعيتها والتبكير في نضجها .
التقليل من اثر تبادل الحمل .
8) التقويـس :-
هذه العملية لا تجري في السودان ويقصد بها سحب العراجين من السعف وتوزيعها على قمة النخلة بطريقه متوازنة قبل تصلبها وتجري هذه العمليه بعد العقد بحوالي شهرين . وتفيد هذه العملية في تعريض الثمار للضوء فيفيد في تلوينها وأيضا سهولة الحصاد .
9) تغطية العزوق :-
ينصح بتغطية العزوق عند الشهر الثالث تقريباً وذلك لحفظ الثمار من الطيور وتقليل اثر الرياح الساخنة وتوضح التجارب التي اجريت أهمية التغطية في تحسين نوعية الثمار وزيادة وزنها وبالتالي زيادة قيمتها التجـارية . ( التغطية بأكـياس من الورق بإبعاد 20 × 60 سم ) .
الحصــاد :-
يتم في السودان بإهمال شديد ويتمثل في قطع السبيطه ورميها مباشرة على الارض مما يؤدى الى تلوثها بالأتربة وتعرضها للإصابة بالأمراض والحشرات.
يجب عند الحصاد وضع مشمع أو برش نظيف تحت النخلة حتى لا تفقد الثمار قيمتها التجارية وتصل للمستهلك بصورة لائقة ونظيفة.
الآفات والأمراض :
1. الأرضة (النمل الابيض) :
من أسباب انتشارها الممارسات الزراعية الخاطئة والإهمال في نظافة الأفرع الساقطة وترك جزء من الجريد الجاف على قاعدة النخلة . وأهم طرق مكافحتها نظافة الأشجار بشكل منتظم .
2. حفارات عزوق النخيل : وسببها سوء استعمال الأسمدة العضوية التي تضاف للتربة.
3. الحشرة القشرية الخضراء: يمكن مكافحتها عن طريق قص الجريد المصاب وحرقه.
4. الحشرة القشرية البيضاء: يمكن مكافحتها بقص الجريد المصاب وحرقه.
5. الحشرة القشرية الحمراء: تكون مكافحتها بالتكريب وبذلك يتم تعرضها للظروف الجوية مما يؤدي الي موتها.
6. العنكبوت القرمزي.
7. دودة طلع النخيل : تتغذي علي الطلع قبل وأثناء التلقيح .
8. الحميرة أو دودة البلح الصغري:
أهم آفات النخيل وأشهرها وهي سريعة الانتشار وتتم مكافحتها باستعمال مبيد الملاثيون .
9. سوسة التمر : تصيب التمر الجاف.
10. عنكبوت الغبار : ينتشر في المناطق ذات المناخ الجافة ـ يؤدي إلى تصلب القشرة وتصبح الثمار مغبره ولا تنمو بصورة طبيعية ومقاومته التعفير بمسحوق الكبريت.
11. الجراد الصحراوي :
12. الطيور : أهمها الزرزور .
13. الفأر
الأمــــراض:-
1. ا لاصفرار والتدهور البطيء ـ أهم المشاكل في الشمالية يكون في شكل اصفرار علي أطراف وحواف الجريد .
2. التدهور السريع والذبول . يسببه الفطر Thielaviopsis Paradoxa ويسمي بالمجنونة ويصيب الأشجار الضعيفة التي تقاسي الجفاف أو ظروف زراعية غير ملائمة
3. تكرمش الثمار :
يصيب العزوق في طورها الأخير من النضج وهو ظاهرة فسيولوجية ربما تكون نتيجة لبعض أو لكل هذه العوامل :
1. ازدحام العزوق وخاصة اذا كانت الأشجار ليست بحالة صحية جيدة .
2. العطش لفترة طويلة عندما تكون الثمار في حالة نمو .
3. ارتفاع في درجة الحرارة .
4. ربما تكون بسبب الحشرة القشرية الحمراء التي تمتص العصارة وتسبب جفافاً للثمار .
4. انحاء القمة :
التعرض لفترة طويلة من العطش خاصة تكون الأشجار مزدحمة في حفرة واحدة .
5 النفحم الكاذب :
عبارة عن بقع صغيرة في جهتي الخوص على محور ساق السعفة وتؤدي الإصابة إلى اصفرار الأوراق وجفاف المنطقة المصابة ويكافح بالنظافة والتقليم السنوي للنخيل من السعف المصاب والرش بمزيج من مركبات النحاس .
معاملات ما بعد الحصاد :-
تجني التمور بطريقة بدائية مما يسبب في بعض التلوث وزيادة الفاقد ومن أهم العوامل المسببة لزيادة الفاقد أثناء مراحل الإنتاج وما بعد الحصاد هي العوامل الحيوية والبيولجيه المتمثلة في الآفات والحشرات والأمراض والقوارض والطيور وغيرها . حيث تؤدي الإصابة بما إلى خفض قيمتها التسويقية وأيضا العوامل التكنولوجية والفنية تلعب دوراً كبيراً في حدوث الفاقد في المرحلة الإنتاجية أو التسويقية حيث يتعرض الإنتاج للفقد أثناء عمليات الجمع ، النقل ، والتداول نتيجة لبدائية الأدوات والمعدات المستخدمة في عمليات الجمع ، الشحن والتفريغ والتداول وأيضا لعدم توفر وسائل النقل بطريقة سليمة .
الفرز والتدريــج :-
يتم الحصاد مباشرة حيث يفرز التالف والذي لم يتم تلقيحه والذابلة من الثمار
التعبئــــــة :-
تتم تعبئة التمور الجافة في جولات زنة 80 كيلو أما التمور الرطبة في كراتين زنة واحد كيلو .
التخزيـــــن :-
تخزن معظم التمور الجافة في مخازن طينية لتقليل الإصابة بالحشرات وأحياناً تحت أشعة الشمس في جولات داخل حيشان المنازل أما الأصناف الرطبة في الظل في درجة حرارة الغرفة .
التبخــــير :-
يجب إجراء عملية التبخر والغرض منها قتل جميع أطوار الحشرات الموجودة على أو داخل الثمار . وهي نادراً ما تتطبق لعدم الإمكانيات .
الترحـــيل :-
تنقل التمور من مناطق الإنتاج إلى مناطق الاستهلاك بالسكك الحديدية وأحياناً باللوري حمولة ( 5 – 10 طن ) .
التســـويق :-
يتم التسويق على المستوي الفردي والأغلب عند باب المزرعة .
أسـواق محلية :-
أهمها أبو حمد ، أبو هيثم ، الشريك ، بربر ، الدامر ، الزيداب وشندي .
أسواق مركزية :-
الخرطوم وعواصم بعض ولايات السودان .
أسواق الصادر :-
مصر ، ليبيا وبعض دول أفريقيا .
إعداد الأستاذة
عفاف عبد الرحيم الجزولي
إدارة القطاع البستاني
ساحة النقاش