بسم الله الرحيم

وزارة العلوم و التقانة

هيئة البحوث و التقانة الزراعية

نشرة إرشادية  عن

زراعة محصول الذرة الشامية في السودان

أعداد

برو فسير/ عبد اللطيف المبارك نور

برنامج بحوث الذرة الشامية

مايو  2005

 1-   مقدمة :-       

يعتبر محصول الذرة الشامية من أهم محاصيل الغلال على نطاق العالم حيث يأتى بعد القمح والأرز من حيث المساحة المزروعة والأنتاج . ويتميز هذا المحصول بالقدرة على النمو والتأقلم فى بيئات إنتاجية متباينة ، فهو يعد من المحاصيل المدارية ورقم ذلك ينتج فى المناطق الباردة من العالم فى أمريكا الشمالية وأوربا . ومن  أهم العوامل البيئية المؤثرة على إنتاجية الذرة الشامية هى درجات الحرارة القصوى والدنيا (15-35 ) ، والرطوبة المتاحة أثناء طور الأنبات والنمو الخضرى . والمعروف أن محصول الذرة الشامية شديد الحساسية للماء الزائد عن الحد (الغرق) وكذلك الإنخفاض الحاد فى الرطوبة (العطش) خاصة فى الاطوار الزهرية والثمرية .

        أهم الدول المنتجة للذرة الشامية هى الولايات المتحدة الأمريكية، الصين، البرازيل، المكسيك، الأرجنتين، الهند، إيطاليا و رومانيا، وكل هذه الدول تستهلك إنتاجها محليا باستثناء الأرجنتين التى تعد من أكبر الدول المصدرة لهذا المحصول . تقدر كمية الذرة الشامية فى السوق العالمى - حسب إحصائيات المنظمة العربية للتنمية الزراعية لعام 1997 - بحوالى 8 مليون طن . وتعتبر الدول العربية من أهم الأسواق للذرة الشامية إذ بلغت جملة وارداتها من هذا المحصول فى ذلك العام نحو خمسة ملاييبن طن بقيمة تبلغ حوالى 970 مليون دولار .

        تحتوى حبوب الذرة الشامية على نسبة عالية من النشويات ( 70% ) بينما تصل نسبة البروتينات الى حوالى تسعة بالمائة ، ولهذا يستعمل محصول الذرة الشامية فى غذاء الأنسان و الحيوان ، بالأضافة إلى إستعمال الحبوب فى صناعة النشا والجلكوز وزيت الطعام وشرائح الذرة ( Cornflakes )   بجانب أنتاج الأعلاف المركزة لتسمين الدواجن.

        أما فى السودان فمحصول الذرة الشامية يعتبر من المحاصيل الثانوية فى التركيبة المحصولية . وتتركز زراعته  فى الأقليم الجنوبى كما يزرع فى مساحات صغيرة ومحدودة فى الجروف وحول القرى ومعسكرات العمال فى وسط وغرب السودان ، وكذلك على مجرى النيل وفروعه، كما يزرع فى دلتتى طوكر والقاش .

 إن المساحة الكلية لمحصول الذرة الشامية بالسودان خلال العشرة سنوات الأخيرة ظلت تتراوح بين 50 و450 ألف فدان حسب التقارير الواردة من إدارة الأحصاء والمعلومات الزراعية بوزارة الزراعة الغابات  جدول(1)  

جدول (1) :

المساحة المزروعة و الإنتاجية و الأنتاج لمحصول الذرة الشامية فى السودان للأعوام 1990-1999

المصدر :  منظمة الأغذية والزراعة . الكتاب السنوى للإنتاج  مجلدات رقم 46، 47، 50 و 53 للأعوام 1992، 1993، 1996، 1999، على التوالى .

        بالرغم من توفر المعلومات الأساسية لإنتاج الذرة الشامية بالسودان الا أن هذا المحصول لم يشهد توسعاً فى مساحاته وظلت أنتاجيته ضعيفة إذا ما قورنت بالإنتاجية التى تحققت فى التجارب الأيضاحية والحقول الإرشادية . إن المرتكزات الفنية والمؤسسية لإحداث الطفرة الأنتاجية فى محصول الذرة الشامية يمكن حصرها فى الاتى :-

<!--إعداد الحزم التقنية الفاعلة وترويجها بين المزارعين عبر عمل إرشادى مؤسس يستخدم فيه كل الوسائل الحديثة وتوظف له كل الطاقات البشرية فى المشاريع الزراعية .

<!--توفير مدخلات الإنتاج من آليات وأسمدة وكيماويات وبذور محسنة ومياه رى بالكميات المطلوبة وفى المواعيد المحددة .

<!--تكثيف جهود الأرشاد الزراعى وتدريب كوادره وتقديم الدعم المالى اللازم لنقل التقانة الحديثة لزيادة الانتاج بصفة مستديمة .

<!--إيجاد سياسات تمويلية وتسويقية وضرائبية ملائمة لتشجيع المزارعين على تبنى التقانات الحديثة لزيادة الأنتاج بصفة مستديمة .

بدأ البحث العلمي في محصول الذرة الشامية منذ اوائل الخمسينات اذ تركزت الجهودالبحثية في محطة بحوث توزي حيث انحصر البحث في التربية والفلاحة .وقد اثبتت التجارب التي اجريت انذاك ان انتاجية الفدان تراوحت بين 500 الي 1000كجم لكل من الاصناف المفتوحه والهجن علي التوالي .

وفي اوائل الستينات تواصل الجهد البحثي في هذا المحصول – الي جانب التربية - تاريخ الزراعة والمقننات المائية والكثافة النباتية واستعمال الاسمدة. وبفضل تلك الجهود تمت اجازة الصنف crovel-113 . وفي عام 1985 امتد البحث العلمى فى محصول الذرة الشامية الى محطة بحوث الرهد حيث اشتمل البرنامج على الفلاحة وآفات الذرة الشامية . وتم إدخال 5هجن جديده تمت مقارنتها مع الصنف Crovel-113 وقد أبرزت النتائج تفوق الهجن  pioneer-6875  و S-304 على الصنف المحلى .

وفى العام 1987 بدأ التعاون مع مجلس الأبحاث الزراعى التابع للمجلس القومى للبحوث ومحطة بحوث الرهد حيث تم إدخال 55 صنف وهجن من المركز الدولى لبحوث القمح والذرة الشامية (CIMMYT) وتم اختبارها بمحطة بحوث الرهد حيث أثبتت التجارب أن تاريخ الزراعة المناسب لمنطقة الرهد هو من يوم 15 مايو الى 15 يوليو إذ أن الأصابة بثاقبات الساق (Stem borer) تكون عالية فى فصل الشتاء .

بالرغم من الأنتاجية العالية التى توصلت اليها التجارب بمنطقة الرهد الا أن هناك بعض المشاكل التى إعترضت زراعة الذرة الشامية فى تلك المنطقة يمكن حصرها فى الأتى :-

1- الحرارة الشديدة                 2- العطش            3- الغرق

4-الأصابة بطفلى البودة    5- الأصابة بثاقبات الساق

وفى عام 1995 بدأ البرنامج البحثى المشترك بين هيئة البحوث الزراعية وشركة بانار للبذور بجنوب أفريقيا والذى ما زال سارياً حتى الآن ، وذلك مبادرة كريمة من الشركة ، وقد أوكل تنفيذ ومتابعة هذا البرنامج للبروفسير / عبداللطيف المبارك نور .ومن أهم أهداف هذا البرنامج :-

<!--إختبار وتقييم بعض هجن الذرة الشامية الواعدة تحت ظروف السودان المناخية المختلفة .

<!--التوصل الى أكثر الهجن ملائمة وأعلاها إنتاجاً تحت الظروف السودان المختلفة .

<!--التوصل الى إجازة أجود الهجن أقلمة وأعلاها إنتاجاً تحت ظروف السودان .

أهم إنجازات هذا المشروع إجازة هجينين هما PAN-6480 و PAN-6578  و كلاهما هجن صفراء عالية الإنتاجية التى  تتراوح بين 4.5 الى 6 طن للهكتار ، بالأضافة الى إجازة صنفين مفتوحة التلقيح (OPVs) وهما Hudiba-1  و Hudiba-2    من البرنامج القومى .

<!--الأصناف المحسنة :-

الأصناف المحسنة هى التى تم إختبارها وإستنباطها فى هيئة البحوث والتقانة الزراعية وتم إجازتها بواسطة لجنة إجازة الأصناف القومية . والأصناف والهجن الموصى بها للزراعة بالسودان هى :

3- تحضير وإعداد الأرض :-

 تحضير الارض لمحصول الذرة الشامية كغيره من المحاصيل الاخري ، يعتمد علي حالة الارض، والمحصول السابق و نوع الأنتاج . و تهدف العملية  الي خلق واعداد مهد  جيد الانبات . تتم عملية تحضير الارض عادة باستعمال الدس الثقيل (Heavy Disc) ثم الدسك هارو (Disc Harraw) ثم التنعيم والتسريب علي مسارات 80 سم. المواعيد المناسبة لتحضير الارض في القطاع المطري عادة تكون بعد بداية هطول الامطار مباشرة ونمو الحشائش . أما في القطاع المروي فان انسب الموالعيد تعتمد علي موقع المحصول في الدورة الزراعية ومواعيد حصاد المحصول السابق.

 4-مواعيد وطرق الزراعة :-

يوصي بزراعة محصول الذرة الشامية في الاسبوع الاول من شهر يوليو في اواسط السودان وذلك لتفادي الاصابة بحشرة ثاقبات الساق(stem Borer) والتي تؤدي الي فشل المحصول في العروة الشتوية . اما في شمال السودان ودلتتي طوكر والقاش فيوصي بالزراعة فى شهر اكتوبر/ نوفمبر اما كيفية الزراعة  فيوصى   بزراعة التقاوي في حفر علي راس السرابة علي عمق 5 سم علي ابعاد 20-25سم بين الحفرة والاخري .يوصي بوضع حبتين للحفرة تشلخ الي نباتة واحدة بعد اسبوع من الانبات .الزراعة ايضا  ممكن تكون بالالة فهناك زراعات (seed planters) صممت خصيصا لزراعة الحبوب . كمية الحبوب  الموصي بها  للزراعة بالالة هي 5-8 كيلو جرام للهكتار.

5-الري:-

يعتبر الري من العمليات الاساسية لانتاج المحاصيل المختلفة ايضا ان اجتياجات المحاصيل من مياه الري تتاثر بالعمليات الفلاحية التي تطبق علي الحصول وعلي راسها اعداد الارض ومواعيد الزراعة . ويحتاج الذرة الشامية عادة الي الري كل اسبوعين حسب كمية الامطار وتوزيعها اثناء الوسم.

6-التسميد:-

تحتاج النباتات عموما الي كميات كافية من المواد الغذاية لنموها و واذا لم تكن كافية في التربة فانها تضاف في صورة اسمدة .  محصول الذرة الشامية يحتاج الي جرعتين من النتروجين تضاف عند الزراعة او قبل الرية الثانية وبعد التخلص من الحشاش وذلك لتقليل الفاقد من السماد.

7-مكافحة  الافات:-

 أ- مكافحة  الحشائش :-

تعتبر عملية ازالة الحشائش من العمليات الفلاحية التي توثر تاثيرًا مباشرا على ارتفاع أو انخفاض الإنتاجية، عليه يجب الحرص التام على نظافة المحصول وخصوصا في أطوار نموه الأولى ( الأربعة أسابيع الاوئل ) . يمكن إزالة الحشائش باستعمال مبيد الحشائش أو بالايدى العاملة ايهما اقل تكلفة . يوصى باستعمال مبيد السوقوبريم بمعدل ..1.2   لتر  للفدان بعد الزراعة مباشرة مع إجراء الحش اليدوي المساند متى ماكان ذلك ضروريا .

ب- مكافحة  الحشرات : -

إن أهم المشاكل التي تواجه إنتاج محصول الذرة الشامية هي مشكلة الحشرات وعلى رأسها ثاقبات الساق واظهرت الدراسات إن محصول الذرة الشامية يصاب بالنوعين المعروفين من ثاقبات الساق(Chilo partellus و Sesamia critica)  كما أوضحت الدراسات أيضا إن اغلب الإصابة تكون في الكيزان مما يجعل مقاومة ألحشره أكثر تعقيداً . عموما فان الذرة الشامية المنتجة حالياً حسب مواعيد الزراعة الموصى بها لا تصل الإصابة فيها إلى الدرجة التي تستوجب المقاومة.

8- الحصاد :-

عند نضج المحصول والذي تظهر علاماته بجفاف غطاء الكيزان وتكوين طبقة سوداء عند قاع الكوز ، يمكن قطع الكيزان يدوياً ويتركها لتجف ثم تدرس ، هذا في حالة المزارع الصغيرة اما فى فى المساحات الكبيرة (Large Scale) فيمكن الحصاد بالآله .

 9- التخزين :-

تفادى الفاقد بعد الحصاد وإثناء التخزين لابد من تطهير المخاذن بمبيد الميثائل برومائد بالطر�